أنت الزائر رقم: 123660
في كتابها ((أسرار المرأة))
القزويني تبوح بخبايا الأنثى
صدر للكاتبة خولة القزويني عن دار النبأ للنشر والتوزيع كتابها الجديد ((أسرار المرأة)) الذي انتهجت فيه الجمع بين النهج السر القصصي وتقنيات كتابة المقال، الأمر الذي جعله انسيابياً في قراءته، بعيداً عن الملل والرتابة، يشد القارئ ويجعل معه جواً حميماً.
وحاولت القزويني في كتابها التعبير عن بنت جنسها وكشف أسرارها وخباياها بصدق، والبحث بما يجيش في نفس الأنثى فمن المعروف أنه لا يصل إلى أعماق الأنثى إلا أنثى مثلها.
وتشرح القزويني تجربتها مع هذا الكتاب بقولها: ((ولماذا أسرار المرأة، هل للمرأة خفايا وغموض تحتاج منا إلى إضافة؟
الأمر ليس بهذه الحدية، إنما القصد التعبير عن خفاياها الداخلية وخلجاتها الباطنية بصدق وإتقان، فالحس الأنثوي الصادق خلف الأبواب المغلقة ولحظات الإخفاق والاضطراب تحتاج إلى بوح، وهذا البوح لا يفهمه إلا امرأة مثلها، ولهذا كتبت وعلى امتداد تجربتي الثقافية كل خصائص المرأة ودقائقها الصغيرة، واحترفت هذا المجال عن قصد وتخطيط رغم النقد الكبير الموجه لي من قبل النقاد والكتاب والأدباء، على اعتباري متخصصة في الأدب النسائي، فليس هناك حسب رؤيتهم أدب نسائي وآخر رجالي، والأشكالية الأزلية التي مازالت تطرح على مائدة البحث هي أن الأدب لا يصنف وفقاً لنوعية الجنس، إنما لاعتبارات أخرى، ولم يثن عزمي كل هذه الانتقادات، بل واصلت التجربة عن إيمان وقناعة أن للمرأة خصوصية ومزاجاً تكوينياً تشريحياً مختلفاً تماماً عن الرجل، ويدعم موقفي الأبحاث العلمية الجديدة في هذا الصدد، فقد جاءت من الغرب الذي نادى بالمساواة لحقبة طويلة من الزمن، إذ تبين أن هناك عالماً شائكاً من المفارقات العقلية والنفسية بين الرجل والمرأة تخلق بينهم دوماً صداماً عفوياً طالما لم يفهمها هذه الاختلافات، وآخرها كتاب ((الرجال من المريخ والنساء من الزهرة))، للدكتور جون غراي، الذي له الصدى العالمي في السنوات الأخيرة.
وأظن أن التصنيف الجنسي بهذا الشكل هو من وحي الطبيعة القائمة على انسجام السالب والموجب، وانجذاب النقائض لتتم عملية التناغم والاندماج، ومهما كان الرجل ذكياً وحاذقاً وحكيماً يبقى غريباً عن دائرة المرأة لا يستطيع أن يفهم هذا النسيج الرقيق الذي يغلف كيانها، سيعثر إن حاول اختراق عالمها الخصب بالمشاعر والانفعالات عن جهالة، فأمامه أسرار عالمية من الغموض والدهشة وسيتوه في مجاهيل روحها الضبابية، لهذا كانت المرأة أكثر فهماً واستيعاباً للمرأة مثلها.
وتحدثت عن قضايا تخص المرأة، وأظنها من مخلفات العولمة ورواسبها السلبية، وهذا التيار يعمل الآن وعبر مخطط عالمي مقصود على تكوين امرأة حسية ذات طابع جسدي ومثير تخدم شركات الإعلان وتشبع نهم الاقتصاديين إلى المزيد من الأرباح، وهو طرح عالمي يسوقه الإعلام كل يوم عبر الفضائيات من خلال الأزياء وعمليات التجميل والفياغرا، مفاهيم تتشابه كلها تصب في خانة الغريزة الجنسية لتنسحب القيم الروحية والنفسية من تكوين المرأة الداخلي، وتنسف من قاموس علاقاتها بالرجل، فالعاطفة، الحنان، العفاف، الطهر، الإيمان، جماليات عالقة بالروح تظل مشعة في شخصية المرأة حتى الوهن والكبر.
وتضيف: لقد أردت في كتابي هذا أن أنهض بالمرأة من جديد وأجدد جلدها وأنفض عنها غبار اليأس والإحباط لتعود، قوية، صلبة، مؤمنة بقدراتها، مثقفة، تظل نابضة بالعطاء مهما كان الشكل واللون والهيئة، فهي محور هذا الكون خلقت لتتكامل مع الرجل في توليفة رائعة أتى بها الله عز وجل لتعمر الارض، وتبني الأمم وتشيد الحضارات.