أنت الزائر رقم: 123656

تفاصيل الدراسة

عبر المقال والقصة والرسالة والنقد.. خولة القزويني تكشف أسرار المرأة
11/05/2021

عبر المقال والقصة والرسالة والنقد.. خولة القزويني تكشف أسرار المرأة



عبر القصة والمقال والرسالة والنقد


خولة القزويني تكشف أسرار المرأة


كتبت نورة ناصر:


((أسرار المرأة)) مجموعة جديدة للأديبة خولة القزويني جاءت هذه المجموعة لتجمع بين فن المقالة والقصة وفن الرسالة والنقد، فهي لا تقتصر على القصص القصيرة بل تمتد لفنون أدبية أخرى لذلك لا يمكن تسميتها مجموعة قصصية وإنما هي مجموعة شاملة لكل أسرار المرأة.


إن للمرأة أسراراً لا يمكن أن يصل إليها الرجل ولا يستطيع أن يفهمها، وحتى نصل إلى هذه الأسرار فلابد أن تكتب عنها امرأة مثلها تفهمها وتفهم مشاعرها وأحاسيسها وما تفكر فيه، وقد تعمدت القزويني الكتابة في مثل هذه الأسرار لتؤكد لنا بوجود أدب خاص بالمرأة.


عبر هذه المجموعة حاولت الأديبة أن ترتقي بالمرأة وتبرهن لنا أنها عنصر فعال في مجتمعها، فهي ليست سلعة للجمال كما ينظر إليها الآخرون بل هي إبداع وعطاء.


أما المقالات الواردة في هذه المجموعة فهي عديدة مثل برنامج سعادة المرأة، العاطفية تكسب، الأرملة، المرأة والزمن، المرأة والوقت، المرأة المبدعة، حق المرأة السياسي، حكمة المرأة، اعتراف عارضة أزياء، أم العروس، اقرئي ثم اقرئي المشكلة الزوجية، بيد أن بعض المقالات جمعت بين فن المقالة والسرد القصصي، مثل مقالة غيرة المرأة، ومقالة ((المرأة الأخرى في حياة الرجل)) حيث بدأت الكاتبة بكتابة المقالة ثم استشهدت عل صحة مقالتها ببعض القصص مستخدمة فن السرد القصصي.


أما القصص القصيرة الواردة في هذه المجموعة فهي نوعان: الأول منها اعتمد على السرد كما في قصة ((انطفاء نجمة، سعيدة رغم الإعاقة، حسناء من باريس، زوجة الشهيد، خيانة زوج، سوق الجمال، سيدة مجتمع، آنسة حساسة، قصة العروس والصلاة، والتقينا صدفة))، والنوع الثاني من هذه القصص جمعت السرد القصصي والحوار، كما في قصة ((عفاف ورجل الأعمال، قرار الطلاق، عملية تجميل)) .


إن الممتع في هذه المجموعة الشاملة لأسرار المرأة أنها شملت التحدث عن المرأة حتى قبل نضجها أي في سن مراهقتها، وقد استخدمت الكاتبة فناً روائيا أدبياً متوازناً ألا وهو فن الرسالة، وعنوان هذا الرسالة: ((رسالة إلى ابنتي)) أما الفن الأخير الذي استخدمته خولة القزويني فهو فن النقد، وذلك من خلال تقديم نقد لكتاب ((الرجال من المريخ والنساء من الزهرة))، ختمت به مجموعتها.


إلى المرأة دون تعصب


وهذه مجموعة مهداة إلى كل امرأة في بقاع العالم دون تعصب لجنسيتها، فالمرأة هي المرأة، همومها مشتركة وآهاتها موحدة، تحدثت الكاتبة عن هذه الهموم، هموم المرأة الكويتية والأمريكية والفرنسية واللبنانية، لتنثب في النهاية في بحر العظة والأخذ بتجارب الأخريات.


سعادة المرأة


وإذا كانت السعادة مطلباً أساسياً تهفو إليه كل سيدة وفتاة فقد أوضحت خولة القزويني في مجموعة أسرارها أن السعادة يمكن أن تتحقق في مجموعة عدة خطوات بسيطة ومنها: شكر الله على نعمه عليها، تتعلم فن إدارة الوقت، تغذي عقلها بالثقافة، تتعامل مع الآخرين بلغة الحب والاحترام، تحاسب نفسها كل ليلة وتعاهد الله على ترك الأخطاء والذنوب، تفكر بالآخرين، تستخدم لغة الزهور في معاملاتها الشخصية، وأن تتعلم في الكلام تهتم بالنظافة الشخصية اليومية، تحافظ على صحتها بالغذاء المتوازن، تترك زوجها لفترات متباعدة لوحده، أن لا تقارن نفسها بأحد، أن لا تعطي الأشياء أكبر من حجمها، أن تجلس ضمن ساعة محددة مع زوجها للحوار في قضية أسرية، تفاجئ زوجها وأولادها وأهلها وأحبابها بهدايا في المناسبات المفرحة، تحاول أن تصنع جواً من الرفاهية في منزلها، تُدخل إلى بيتها الأفراح والبركات عبر الولائم الجماعية، أن تحدث نفسها دوما أنها محظوظة، أن تخطط دوما لأهدافها وأحلامها..الخ.


جمال المرأة


وعن جمال المرأة أكدت خولة القزويني في هذه الأسرار أن جمال المرأة الحقيقي يكمن في هذه عاطفتها الجياشة، فهذه العاطفة هي التي تعطيها الجمال الحقيقي والجاذبية الحقة، فبشرى في قصة ((امرأة جذابة)) قد زرعت الحب في قلوب الجميع بفضل ما تحمله من حب وعاطفة صادقة للآخرين، تترجم هذا الحب بلسانها اللبق وبابتسامة الشفافة وبأخلاقها العالية، وفي قصة ((عملية تجميل)) تخضع البطلة التي جاوزت الخمسين إلى عملية تجميل فتفشل العملية وتشوه وجهها، فيهجرها زوجها ويتزوج من امرأة أخرى اشترط عليها منذ البداية أن تتقبله أعمى لا يرى وجهها بل يحس بها.


حقائق خاصة وبصراحة


وتضرب القزويني عبر مجموعتها على الوتر الحساس لتصرح لنا بعدة حقائق: لا يمكن أن تنكرها المرأة ولا ينكرها المجتمع عليها وهي:


-     أن المرأة للأسف لا تفهم من لغة الحب إلا كلمات وتنسى أن الغفران محبة والصبر تفان والتحمل وفاء الرجل.


-     قليل من النساء يعترفن بعمرهن الحقيقي وهذه ليست شجاعة بقدر ما هي نوع من السلام الداخلي تعيشه المرأة لأنها تنظر إلى الحياة بمقياس ما يعطيه الزمن لها من مكاسب وما تقدمه له من منافع.


-     إن المرأة المبدعة أشبه بالنار الهادئة تشتعل لتدفئ لا لتحرق.


-     الغيرة إحساس سلبي في المرأة يجيش في نفسها ويعذها إلى درجة تفقد فيها ثقتها بنفسها، وهي حالة مرضية تقتل صاحبتها بالتدريج وتقض مضجعها، تؤرقها الهموم والأوهام تفرسها الشكوك حتى تفتك بها، وتوصلها إلى انهيارات عصبية.


-     كل شيء يمكن أن تقبله المرأة في الحياة إلا وجود غريمة تنافسها على قلب زوجها، فقد تتحمل كل عيوب الرجل، بخله، قسوته، حرمانه إلا نار الخيانة فهي جريمة لا تغتفر وجحيم يمزق.. يحول كيانها إلى رماد.


-     كرم الإسلام المرأة وزين عقلها بالثقافة والفكر وروحها بالإيمان وعاطفتها بالشفافية، كي تحتوي الأسرة بدفء حنانها.


-     جمال المرأة دون ذكاء وحكمة أشبه بتمثال شمع معلب في قالب جامد، إن المرأة الحكيمة هي التي تعرف كيف تتعامل مع الرجل، وأن تغيره وتستحوذ على قلبه، وتلك هي القوة، قوة السحر الهادئ.


-     إن شراهة المرأة في التسوق أصبحت هواية لملء الفراغ أو تنفيساً فعلياً لحالة الكبت والحرمان التي تعاني منها بعض النساء، فهذا الارتباك الواضح في عملية الشراء، إنما يعبر عن قلق داخلي في المرأة وانعدام حاسة الذوق فيها.