القزويني ترصد الواقع في روايتها ((رجل تكتبه الشمس)) المنامة - أحمد مرهون المالكي: حققت رواية ((رجل تكتبه الشمس)) رصيداً عالياً من قراءة هذه الرواية التي عمدت الكاتبة خولة القزويني إلى جعل أبطال الرواية يعبرون عن أنماط سلوكية واقعية موجودة في يوميات مجتمعاتنا بطريقة حاذقة إلى معالجة مكامن الخلل عبر اختفائها خلف شخصيات الرواية ومن جملة هذه الموضوعات: - هوس عمليات التجميل. - الرشاقة لدى النساء. - الزواج من المرأة الأجنبية. - الزواج غير المتكافئ. - معاناة المرأة المطلقة. - الانهزام الحضاري للمسلمين وأسبابه. - منع الحجاب الإسلامي في فرنسا. - جهاد المرأة الاجتماعي. - العشق الحقيقي عند الإنسان. - السعادة في إتباع الفطرة. - معاناة المبدعين في الوطن العربي. ومن خلال قراءتنا إلى هذه الرواية الجميلة يتضح جلياً وقوف الكاتبة خولة إلى جانب المرأة المطلقة ومساندتها في قضيتها بما يزرع الأمل في نفسها ويفتح لها أفقاً جديداً يمكن أن يجعلها فرداً نافعاً ومؤثراً في المجتمع من خلال تربية الأبناء تربية صالحة، (ثريا) في الرواية كانت نموذجاً للمرأة المطلقة العصامية التي عملت بحزم حنون على زرع القيم للشهامة والاستقامة والعزة في نفوس أبنائها بحسب الرواية (عماد – علياء – فداء) منذ صغرها عندما تطلقت من والدهم شاهين، فكانت نعم المكافح بعرقها في الحياة، وذهبت الكاتبة خولة القزويني إلى ما أبعد من ذك حين رسمت للمرأة المسلمة دوراً بارزاً أكبر من كونها فرداً في خدمة الأسرة والأبناء فقط، بل امرأة تقف مع الرجل على قدم المساواة في الدفاع عن دينها وقيمها السماوية، فها هي (جميلة) تجري الدراسات وتحاضر في المركز الإسلامي بباريس، وتطرح قضية حقوق الإنسان في الإسلام المحمدي الأصيل، وتفند مزاعم الثقافة الحديثة الغربية التي خلقت كثيراً بين النظرية والتطبيق وتدافع عن حق المرأة الفرنسية في ارتداء الحجاب وتدعو إلى تنوير الرأي الغربي بسماحة الإسلام وفكره وقيمه. على أن محور الرواية هو (رجل تكتبه الشمس) الرجل هو (فؤاد) المرهف الذي تكتبه الشمس (هي فداء) الفتاة التي ساهمت في تشكيلة فؤاد من جديد فهو لم يجد التربية السليمة ولا البيئة الملائمة لنمو قابلياته الفطرية الطيبة، عاش (فؤاد) مترفاً ومنحرفاً ومتزوجاً بثلاث نساء، وانفصل وذلك بسبب طبيعته ومزاجه المتقلب دوماً أوقعه وأوقع من حوله في الكثير من الآلام، لقد عاش ويبحث عن الحب والحنان، كان عاشقاً بالفطرة لكنه أضاع البوصلة فظن أن مبتغاه في المنع المادية ولكنه انتبه في اللحظة الأخيرة وبدأ يثوب إلى رشده وكان (الفداء) التي تزوجته سراً له دور بارز في التحول من منحرف إلى مستقيم. ومن خلال قراءتنا لهذه الرواية الشيقة تعتبر طفرة كبرى في مسار الكاتبة من حيث الأداء و المضمون، ونصيحة إلى كل شاب وشابة مثقفة أن تقتني هذه الرواية وقراءتها لما لها منفعة وفائدة لثقافاتنا الإسلامية. |