مسابقة ((انتقد رواية قرأتها)) صيف 2009 الرواية: سيدات وآنسات الاسم: جمانة أنور يعقوب يوسف الجمري مملكة البحرين * سيدات وآنسات رواية للأديبة خولة القزويني صدرت عام 1992 . كانت ومازالت ضمن رواياتها الرائعة التي تستحق القراءة ضمن موضوعها العميق والهادف . أحببت نقد هذه الرواية لما تحويه من روعة الأسلوب في الكتابة، فتقودنا إلى المتابعة حتى النهاية على شوق وعجل . فالأديبة تتسم بروح الكتابة الرائعة والهادفة إضافة إلى الذائقة الأدبية الت يتشع بين نفحات قلمها الذي يحمل بين ذرات حبره الحكمة والإبداع والتحدث عن مشكلات الحياة بحبر صادق ونقاء رائع وشفافية يطلق العنان إليها . ولا يخفى أبداً حكاية الإبداع التي تحققها الأديبة يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام، فتصبح كإطار يعلق فوق جدار النجاح والإبداع . * أين الجمال والإبداع في الرواية ؟ تتنوع مساحات الجمال في الرواية خاصة حينما اشتدت الحكاية وظهرت شخصيات جديدة تؤثر على حياة البطلة (سلمى) وتجعلها تتعلق بآرائها لتحقق العدل وترجع الحقوق لأصحابها كشخصية فؤاد وأخته فاطمة . فلقد استسلمت سلمى لحياتها وقدرها من بعد رحليهم لتبقى أشهر طويلة تكابد المرض بعد أن تيقنت بأنها فقدتهما ولن تستطيع الذهاب إليهما . * ما هي الأخطاء التي وقعت فيها الكاتبة ؟ لم تكن هنالك أخطاء أو عيوب قد تذكر ولكن نلاحظ بأن على اختلاف الشخصيات إلا إنه يبقى لبعض الشخصيات أدوار لا تذكر إلا بعد انقضاء فترة طويلة وهذا قد يؤثر على الرواية، فقد ينسى القاريء هذه الشخصية ولا يتذكرها إلا عند النهاية كشخصية حنان زوجة والد سلمى . * ماذا يحمل عنوان الرواية ؟ يحمل عنوان الرواية ( سيدات وآنسات ) الكثير من الأفكار التي تقود القاريء إلى التعمق في مدلولها . فهو يوحي بوجود سيدات وآنسات لا تنسى لحظاتهن ولا تغيب صورهن كما إنهن قامعات، صامدات أمام المجتمع . كما يوضح دور المرأة وبروزها في المجتمع لتوضح آرائها وتثبت أفكارها . فيجعل القاريء يشعر بتعمق العنوان واتصاله بما قيل في الرواية . فهنالك سيدات وآنسات كان لهم دور بارز أكثر من الرجال . كسلمى ووالدتها هيام والست فاطمة التي واجهت الكثير من الصعاب كاتهامها بإقامة مجالس تخريبية وهادمة. * ما هي فكرة الرواية ؟ أما عن فكرة الرواية فلقد كانت ابتكاريه وواقعية . فلقد كانت الكاتبة تطرح الرواية بشكل مباشر وبأحداث يستطيع القاريء أن يرسم الأحداث بما قرأ، كما يمكنه أن يتخيل نفسه أحد أبطال الرواية ويعيش بداخلها حتى النهاية. فلقد كانت فكرة الرواية من أرض الواقع وقد تحدث حقاً لاسيما بأن الكاتبة تمتلك قوة في الكتابة لتؤثر على القاريء وتغير في حماسه للمواصلة للنهاية . * وماذا عن الحبكة والعقدة ؟ حبكة الرواية كانت متسلسلة وانسيابية وفق نسق واحد فحافظت على سير الأحداث . فالأديبة خولة تتميز بالقدرة على ضبط الحبكة والعقدة لتخرج لنا بالنهاية التي تتناسب مع الأحداث لترتبط الكلمات ويقوي المعنى. * كيف كان أسلوب الكاتبة ؟ أسلوب الكاتبة تفصيلي واضح يستطيع جذب القاريء من نقطة البداية حتى النهاية بانسجام وتفاعل ويمكنه من الإحساس بمصداقية الكلمات والتأثر بما يكتب . ويمكننا أن نقيم عاطفة الكاتبة من خلال ما تكتبه في نهاية الرواية، فالفصل الأخير يحمل دائماً عاطفة غريبة تؤثر بشكل واضح مما يجعل القاريء يشعر بتلك الكلمات، إلا أن أسلوب الكاتبة لا يتغير بعض الشيء وبالتحديد في الفصل الأخير، حيث يموت البطل في كل مرة. * وماذا عن الشخصيات ؟ شخصيات الرواية كانت واقعية وتتماهى مع الواقع. كما استطاعت الكاتبة أن تتقمص الشخصيات بشكل التحامي وفعال، فلقد أوضحت لنا شخصية سلمى بنقاء قلبها ووالدتها هيام التي تسعى وراء المظاهر وغيرها من الشخصيات التي أوضحتها لنا وبينت الفرق والتشابه بينها . * كيف كانت لغة الرواية ؟ كانت لغة الرواية بضمير المخاطب ومدلول ضمير الخطاب. كما كانت الإسقاطات النفسية للكاتبة على الأحداث والشخصيات والمعاني الزاخرة التي تتضمنها الألفاظ ذات مدلول واضح، فلقد كانت مفرداتها وألفاظها وتراكيب الجمل والصياغات البلاغية بشكل سليم وبلغة سليمة. فقد كانت لغة رصينة، ومتينة تكسب المعنى جمالاً واضحاً وتحبب القاريء في المواصلة لما تحويه من دقة واتزان . * ماذا عن الزمان والمكان ؟ الزمان والمكان لم يحدد من قبل الكاتبة. فقط كان توضيح المكان بأنه في إحدى البلدان العربية، والزمان أيضاً قد كان في القرن العشرين. حيث تتنوع الوسائل الحديثة والتكنولوجيات المتوافرة. فلقد استطاعت الكاتبة أن تجعل الزمان والمكان في إطار مفهوم ليؤثر على أحداث الرواية ويتناسب معها. * كيف كان الحل ؟ في نهاية الرواية وفي الزاوية المخصصة لرفع العقدة ليحل مكانها الحل الذي توصلت له الأحداث، حينما أرادت الكاتبة القول بأن الواقع قد ينتصر على الروح ويجعلها تستسلم له وتسلم جميع أسلحتها التي تواجهه بها لتبقى مكسورة الجناح مشتتة تعيش حياة صعبة رغما عنها وتستمر في الحياة بكيان هامد. فلم تكن النهاية مفتوحة بل كانت ضمن إطار يستطيع جميع القراء من التأثر بالنهاية ووضع نقطة النهاية وهم يعلمون ما حل بالجميع، فهذا الأمر جعل الحل في النهاية يدفع إلى استقراء الواقع بمنظور مختلف. * وماذا بعد ؟ في النهاية قد نرى من رواية الأديبة خولة القزويني (سيدات وآنسات) بأن الكاتبة تتحلى بروح النقاء والمصداقية. تحارب الظلم وتسعى إلى العدل وروايتها السابقة كانت دليل على ذلك، كذلك رواياتها البقية، فجميعها تتحلى بعاطفة رائعة تمتزج بروح السياسة عادةً والسعادة الت يتتوق لكتابتها ونشرها في كل بيت حزين في قصصها. فلقد كانت ترافق شخصيات الرواية وتتوسطهم حتى النهاية . "تم بحمد الله" |