تحكي عن الزوجات القلقات ومشاكل الأطفال والخادمات خولة القزويني... ((امرأة من زمن العولمة))كتب آدم يوسف: ((حينما تستيقظ المرأة من نومها صباحاً، يتفجر ينبوع القلق في فؤادها المثقل بالهموم.. لهاث متصاعد، صراخ محموم وهي في طريقها لتوقظ الأولاد.. فأمامها يوم شاق لأنها موظفة وزوجة وأم.. فلابد أن تعلن عبر صوتها المغموم أن ساعة الاستيقاظ قد دقت، ولابد للأسرة أن تبدأ يومها الجديد.. ثم تتجه بشعرها الأشعث ووجهها المتورم إلى المطبخ لتحضير الفطور)).
هكذا تبدأ خولة القزويني صفحات كتابها الجديد الذي صدر مؤخراً بعنوان ((امرأة من زمن العولمة)). والكتاب مقسم إلى جزأين، الجزء الأول مجموعة من القصص القصيرة والجزء الثاني مقالات منوعة، ومع الاختلاف الشديد بين فني القصة والمقالة، إلا أن الكاتبة جعلتهما في كتاب واحد، ولعل من المفيد أن نذكر أن جميع كتابات القزويني سواءً كانت مقالات أو نصوصاً إبداعية تنتهج طريقة واحدة هي معالجة القضايا الاجتماعية، من طلاق وزواج أو تربية للأبناء ونحوه، وهي بهذا تغلب الجانب الموضوعي على الذاتي في كتابة النصوص الإبداعية وهي بذا تجنح نحو الرأي القائل بأن للأدب رسالة واضحة هي إصلاح المجتمع. عناوين وقصص ومن عناوين المقالات الواردة في المجموعة: المرأة وازدواجية النظرة، العصبية القومية، الطلاق تحت سقف واحد، الجراثيم الوظيفية، الإشراف والإسراف والتبذير، المراهقون والفوضى التربوية.. الخ. وأما القصص القصيرة الواردة في الكتاب فهي، زوجة قلقة، ما بين الحلم والواقع، امرأة من زمن العولمة، الحقيقة لها لسان، إجازة زوجة، وفي هذه القصة تعالج الكاتبة مشكلة وجود الخادمة في المنزل مع انشغال الزوجة الدائم خصوصاً إذا كانت من سيدات المجتمع اللاتي يعانين من تزاحم أعباء العمل وكثرة انشغالهن. وهنا يبرز الدور الخطير للخادمة حين تنفرد بالزوج لفترات طويلة تقول: ((بعد أن افتضح أمرها مع زوجي طردتها من البيت، حمم الغضب تستعر في كياني، وانغمر في لجة الصراع حانقة أتأرجح بين الصفح والإدانة، وألقي باللائمة على زوجي، ذلك الرجل الرزين الذين صارت مبادئه علامة مميزة في شخصه، اخترته لقيمه ومداركه العالية، جذبني زوجاً وحبيباً، ينهار لأوهن ريح وأضعف سيل.. الخ. وتهتم الكاتبة بالجانب التربوي حيث تورد عدداً كبيراً من المقالات التي تفي بالسلوك التربوي للأطفال وحتى أنها تذكر عدداً من المراجع المتعلقة بعلم النفس، كما حصل في مقالها الثقة بالنفس أحد مقومات نجاح شخصية الطالب، ومقال النمو العاطفي للطفل.. الخ. |