في كتابها ((أسرار المرأة)) القزويني تبوح بخبايا الأنثى
صدر للكاتبة خولة القزويني عن دار النبأ للنشر والتوزيع كتابها الجديد ((أسرار المرأة)) الذي انتهت فيه الجمع بين السرد القصصي وتقنيات كتابة المقال، الأمر الذي جعله انسيابياً في قراءته، بعيداً عن الملل والرتابة، يشد القارئ ويخلق معه جواً حميمياً. وحاولت القزويني في كتابها التعبير عن بنت جنسها وكشف خباياها وأسرارها بصدق والبوح بما يجيش في نفس الأنثى فمن المعروف أنه لا يصل إلى أعماق الأنثى إلا أنثى مثلها. وتشرح القزويني تجربتها مع هذا الكتاب بقولها: ((ولماذا أسرار المرأة؟ هل للمرأة خفايا وغموض تحتاج منا إلى إضافة؟)). الأمر ليس بهذه الحدية، إنما القصد هو التعبير عن خباياها الداخلية وخلجاتها الباطنية بصدق وإتقان،، فالحس الأنثوي الخافت خلف الأبواب المغلقة ولحظات الإخفاق والإضطراب تحتاج إلى بوح، وهذا البوح لا يفهمه إلا امرأة مثلها، ولهذا كتبت وعلى امتداد تجربتي الثقافية كل خصائص المرأة ودقائقها الصغيرة، واحترفت هذا المجال عن قصد وتخطيط رغم النقد الكبير الموجه لي من قبل النقاد والكتاب والأدباء، على اعتباري متخصصة في الأدب النسائي، فليس هناك حسب رؤيتهم أدب نسائي وآخر رجالي والإشكالية الأزلية التي مازالت تطرح على مائدة البحث هي أن الأدب لا يصنف وفقاً لنوعية الجنس، إنما لاعتبارات أخرى، ولم يثن عزمي كل هذه الانتقادات، بل واصلت التجربة عن إيمان وقناعة، أن للمرأة خصوصية ومزاجاً تكوينياً تشريحياً مختلفاً تماماً عن الرجل، ويدعم موقفي الأبحاث العلمية الجديدة في هذا الصدد، فقد جاءت من الغرب الذي نادى بالمساواة لحقبة طويلة من الزمن، إذ تبين أن هناك عالماً شائكاً من المفارقات العقلية والنفسية بين الرجل والمرأة تخلق دوماً بينهما صداماً عفوياً طالما لم يفهما هذه الاختلافات، وآخرها كتاب ((الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)) للدكتور جون غراي، الذي كان له الصدى العالمي في السنوات الأخيرة. وأظن أن التصنيف الجنسي بهذا الشكل هو من وحي الطبيعة القائمة على انسجام السالب والموجب، وانجذاب النقائض لتتم عملية التناغم والاندماج، ومهما كان الرجل ذكياً وحاذقاً وحكيماً يبقى غريباً عن دائرة المرأة، لا يستطيع أن يفهم هذا النسيج الرقيق الذي يغلف كيانها، سيعثر إن حاول اختراق عالمها الخصب بالمشاعر والانفعالات عن جهالة فأمامه أسوار عالية من الغموض والدهشة وسيتوه في مجاهيل روحها الضبابية، لهذا كانت المرأة أكثر فهماً واستيعاباً للمرأة مثلها. وتحدثت عن قضايا تخص المرأة، أظنها من مخلفات العولمة ورواسبها السلبية، وهذا التيار يعمل الآن وعبر مخطط عالمي مقصود على تكوين امرأة حسية ذات طابع جسدي مثير تخدم شركات الإعلان وتشبع نهم الاقتصاديين إلى المزيد من الأرباح وهو طرح عالمي يسوقه الإعلام كل يوم عبر الفضائيات من خلال عروض الأزياء وعمليات التجميل والفياغرا، مفاهيم متشابهة كلها تصب في خانة الغريزة الجنسية لتنسحب القيم الروحية والنفسية من تكوين المرأة الداخلي وتنسف من قاموس علاقاتها بالرجل، فالعاطفة، الحنان، العفاف، الطهر، الإيمان، جماليات عالقة بالروح تظل مشعة في شخصية المرأة حتى الوهن والكبر)). وتضيف: لقد أردت في كتابي هذا أن أنهض بالمرأة من جديد وأجدد جلدها وأنفض عنها غبار اليأس والإحباط لتعود قوية صلبة، مؤمنة بقدراتها، مثقفة، تظل نابضة بالعطاء مهما كان الشكل واللون والهيئة، فهي محور هذا الكون خلقت للتكامل مع الرجل في توليفة رائعة أتى بها الله عز وجل لتعمر الأرض، وتبني الأمم وتشيد الحضارات. |